بالنظر الى تزايد تحديات الواقع المرير الذي تعيشه بلادنا .. نحن ابناء فزان المجتمعون تحت لواء " نداء فزان " اذ نعبر عن استيائنا من تدهور اوضاع الاقليم بصفة خاصة ، وليبيا عامة ، بالتزامن مع حالة الاحتراب الدامي ، والتشظي المجتمعي الذي انهك الحرث والنسل ، وبات بمثابة خطر وجودي يهدد الكيان ، وما نجم عنه من هدر للثروات ، وإذكاء لروح الحقد والكراهية والثأر ، والفشل الذريع في التأسيس لدولة التعايش السلمي ، وما قد يترتب عن كل ذلك من ويلات تنذر بتـصاعـد المواجھات المباشرة بين القوى الخارجية الداعمة لأطراف الصراع . في غياب رؤية مستقبلية واعدة بتحقيق الامن والسلام والاستقرار والتنمية . نتوجه الى اهلنا بفزان ، في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها بلادنا ، بضرورة بذل اقصى الجهود من اجل تضميد الجراح ، ولملمة الشتات ، ووحدة الصف والكلمة ، بالتكافل مع البعثة الاممية، والدول الراعية لمسيرة السلام ، وبما يضمن احقية اهل فزان في تمثيل سياسي عادل، بواقع الثلث في اي حوارات مستقبلية ، وفق المرجعية التاريخية لحظة الاستقلال عام 1951 م . كإقليم جغرافي له خصوصيته ، وعلى قدم المساواة مع إخوانهم وشركائهم في الوطن الواحد . من خلال تعزيز انماط الحكم المحلي ونبذ كافة اشكال المركزية الادارية منها والمالية . والتأسيس لعملية سياسية مثمرة ، زادها المصالحة الوطنية الشاملة .
ان فزان التي عانت وتعاني من ظاهرة الهجرة غير المشروعة ، والجريمة العابرة للحدود ، والانفلات الامني ، وانتشار بؤر وأوكار الارهاب المهددة لاستقرار الاقليم ، وامن دول الجوار ، والدول الاوربية المصاقبة ، وتدني مستوى الخدمات ، هي اليوم في امس الحاجة لأجراء مراجعة تضمن إعطاء اهمية خاصة لها في مسيرة التنمية ، وإشراك ممثليها في رسم الحلول الممكنة . وفق نهج ديمقراطي يؤسس لدولة عمادها التداول السلمي على السلطة ، ودستور يكفل سيادة العدل والمساواة وحماية الحقوق ، تحت راية دولة ليبيا الحرة الموحدة .
اننا نحن المجتمعون تحت لواء " نداء فزان " ، اذ نتأمل من اهلنا في فزان ، الالتفاف حول الرؤية ، ومؤازرة جهودنا الرامية الى اقناع المجتمع الدولي ، وبعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا ، بضرورة تضمين تمثيل اهل فزان في أي حوارات سياسية تتعامل مع مستقبل البلاد تمثيلا عادلا ، نتأمل ان تكون هذه البادرة قبس من نور ، على طريق الامن والاستقرار والسلام والحياة الكريمة .