محمد عثمان الصيد


ولد السيد محمد عثمان الصيد بقرية " الزوية " متصرفية " براك " منطقة وادي الشاطئ ، فزان : ( 17 شعبان 1343هـ الموافق 17 أكتوبر 1924م ).

حفظ القرآن الكريم في عمر ثلاثة عشرة عاماً ، على يد الفقيه الشريف المهدي الزروق، والفقيه صالح بن علي أبي العيد .. وتتلمذ على يد العديد من علماء فزان ، منهم والده الشيخ أحمد البدوي الصيد رئيس المحكمة الشرعية بالشاطئ ، والشيخ عبدالرحمن البركولي ، والشيخ المختار بن علي الزوي .

عقب اجتماع أهالي الشاطئ ، يناير 1946م ، وبعيدا عن أعين السلطات الفرنسية كلف السيد محمد عثمان الصيد بالسفر إلى طرابلس رفقة السيد محمد بن علي الزوي على الإبل للالتقاء بقيادات العمل السياسي في طرابلس ، حيث التقيا بالسيد أحمد الفقيه الحسن رئيس النادي الأدبي ، بترتيب نسق له السيد أحمد نور الدين الزوي رئيس كتلة تمثيل فزان بطرابلس ، ليعود الأثنان من جديد سراً إلى فزان المحاصرة آنذاك عسكرياً وإعلامياً بالعديد من الجرائد الممنوعة والصادرة في برقة وطرابلس.. وفي عام .. وظلت تلك الزيارات المتكررة .. التقى خلالها بالسيد سالم المنتصر، والسيد مصطفى ميزران ، والسيد علي الفقيه ، والاستاذ علي رجب ، كما سافر رفقه الحاج أحمد نور الدين إلى برقة والتقى بالسيد مصطفى أمنينة والسيد خليل القلال ، وعمر باشا منصور الكيخيا ، رئيس ديوان الأمير إدريس آنذاك .. شارك مع العديد من أترابه وعلماء وشيوخ فزان بقيادة الشيخ عبدالرحمن البركولي في تأسيس جمعية فزان السرية لمناهضة مشروع الاستعمار الفرنسي لاقتطاع فزان من القطر الليبي وضمها إلى مستعمراتهم في الجزائر وتونس وتشاد، .. وفي 26 أبريل 1948م اثناء لقاء اللجنة الرباعية في مسجد "زاوية" الزوية، جاهر السيد محمد عثمان الصيد والسيد علي بن عليوة ، والسيد الحاج أحمد السوينية ، برفضهم بقاء الاستعمار الفرنسي ووصايته على فزان ، مطالبين باستقلال ليبيا ووحدتها تحت إمارة السيد إدريس السنوسي .. وفي يوليو 1948م اودع السجن ، عقب هجوم صديقه وأحد أعضاء جمعية فزان السرية، الشيخ عبدالقادر بن مسعود الفجيجي، مع خمسين من رجالات وأبطال أوباري ونواحيها على "قاهرة" سبها .

عند قدوم السيد إدريان بلت عام 1950م، طالب السلطات الفرنسية اطلاق سراحه وتم ذلك على ان يحضر للتوقيع بمقر حامية براك يوميا .

بعد الاستقلال اختير عضو بـ " لجنة الواحد والعشرين " حيث شغل منصب سكرتير اللجنة ً . ثم عُين ممثلاً لإقليم فزان في المجلس الاستشاري ، ثم عضو اللجنة التاسيسية لصياغة الدستور ، جمعية الستين . ثم وزيرا للصحة في أول حكومة اتحادية برئاسة السيد محمود المنتصر، ثم وزيرا للاقتصاد فى حكومة السيد عبد المجيد كعبار سنة 1960م ، ثم رئيس الوزراء .

وفي عهده ثم تعديل الدستور الليبي من النظام الاتحادي إلى الوحدة بين الولايات ، الذي اقره البرلمان في ديسمبر 1962م ، وقلده الملك ادريس وسام " قلادة محمد بن علي السنوسي" .

ثم شغل منصب رئيس مجلس النواب ، واستمر نائباً حتى عام 1965م .. وعندما وقع التغيير السياسي في سبتمبر عام 1969م ، منع من العودة للبلاد حيث كان في رحلة علاجية الى سويسرا ، ومن هناك لجأ الى المغرب ، الى ان وافته المنية . رحمه الله .

رحمه اللـه