العقيد أبوعزوم محمد أبوعزوم حماد
هو أحد الضباط المؤسسين لبوليس فزان
ولد في العام 1916م ، بقرية زلواز بوادي الشاطئ .
رحل مبكرا إلى بنغازي هو وشقيقه الوحيد بحثا عن العمل واشتغل في شركة إيطالية تعمل في تدشين الطرق فتعلم من خلالها اللغة الإيطالية ثم عاد إلى فزان في العام 1938م . عند اندلاع الحرب العالمية الثانية وقع في الأسر من قبل القوات الفرنسية عند اجتياح فزان سنة 1943م ، ونقل هو ورفاق آخرون إلى بلدة فايا بتشاد ، وبقي رهن الاعتقال لمدة عامين ثم أفرج عنه هو ورفاقه وعادوا إلى أرض الوطن .
في العام 1947م شكلت متصرفية وادي الشاطئ عمّارة (بتشديد الميم) . اقتصرت مهامها على مطاردة اللصوص وسرّاق النخيل والقبض عليهم ، وقد عين رئيسا لهذه العمّارة وكان مقرها زلاف . بحكم خبرته في مجاهيل الصحراء تعاون مع الجمعية الوطنية فزان . كدليل ومرشد صحراوي لأعضاء الجمعية حين كانوا يخرجون سرا من فزان بإتجاه طرابلس ذهابا وايابا ، وكان يسلك بهم الطرق الصحراوية الوعرة وأفلتهم من قبضة الدوريات الفرنسية في الصحراء ، حتى أوصلهم إلى غريان سالمين .

بعد صدور القرار رقم (289) من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 نوفمبر من العام 1949م بشأن استقلال ليبيا عن دول الحلفاء المحتلين في ذلك الوقت عينت الأمم المتحدة بعثة أممية مصغرة وكلفتها بالذهاب إلى ليبيا لتنفيذ القرار ومساعدة الليبيين في سن الدستور ونقل السلطات من الدول التي كانت تحتل ليبيا إلى حكومة ليبية مستقلة وكان رئيس البعثة الأممية المكلف هو مساعد السكرتير العامة لمنظمة الأمم المتحدة وهو السيد أدريان بلت . وعند وصول البعثة إلى طرابلس يوم 18 يناير من العام 1950م وقبل وصولها إلى فزان ، قام الاحتلال الفرنسي برسم شكل الحكومة المحلية المرتقبة للاقليم ، وتنظيم مؤسساتها واجهزتها استعدادا لمنح فزان استقلالها الداخلي الذي أعلن يوم 12 فبراير من العام 1950م بحضور رئيس البعثة الأممية وكافة مرافقيه .

قبل هذا الإعلان ببضعة أشهر شرع الفرنسيون بتدريب أول دفعة للبوليس بفزان وطلبوا من كافة المتصرفيات في الإقليم ترشيح مجموعة من الأفراد للالتحاق بالدفعة الأولى للبوليس ، فقام متصرف وادي الشاطئ آنذاك السيد امحمد عبد الله العياط بالدفع به للإلتحاق بهذه الدفعة باعتباره من العناصر المناسبة والمؤهلة لهذا العمل ، بحكم كفاءته المجربة حين كان رئيسا للعمّارة التابعة للمتصرفية السابق ذكرها .

التحق بالتدريب بالمعسكر الفرنسي بسبها ، وقد تخرّجت الدفعة بعد استقلال فزان الداخلي بثلاثة أشهر وبعد تخرّجهم مباشرة منحت رتبة ضابط لكل من يجيد القراءة والكتابة منهم ، وكان المرحوم أبوعزوم واحدا ممن حالفهم الحظ فتحصل على رتبة ملازم ثان ، وكل ذلك حدث في إطار الاستعدادات لاستقلال ليبيا الذي تم في 24 ديسمبر من العام 1951م .

في العام 1957م أنشئ جهاز الحرس البلدي بولاية فزان وقد تأسس الجهاز بثلاثة ضباط تم إنتدابهم من قوة بوليس فزان وكان السيد أبوعزوم من ضمن الثلاثة الذي تأسس على أيديهم جهاز الحرس البلدي بسبها ، وقد ساهم في بنائه وتطويره وتولى رئاسته لعدة مرات . تدرج في الترقيات حتى وصل إلى رتبة عقيد ، واستمر في وظيفته حتى أحيل للتقاعد في العام 1987م ، عرف عنه طوال عمله أنه مثال للضابط الملتزم في تطبيق القانون والنظام . انضم بعد تقاعده إلى نقابة المتقاعدين وشغل منصب الأمين المساعد لرئيس نقابة المتقاعدين بفزان . يعد العقيد أبوعزوم هو أحد الضباط القدامى المؤسسين للبوليس بفزان وأحد الذين ورد ذكرهم في الجزء الثاني من كتاب الحيشان ترجمة لشخصيات من فزان والذي صدر مؤخرا في بيروت لبنان .

إنتقل الى رحمة الله في العام 2002م عن عمر ناهز 87 عاما .

رحمه الله رحمة واسعة إنا لله وإنا إليه راجعون .

أخذت الصورة والمعلومات من أبنائه

# المصدر صفحة_الحيشان