علي بركة


علي بركة .. الفنان التشكيلي الذي زخرت معارض الثقافة سبها وجدرانها بلوحاته الرائعة ، " علي بركة .. الرحمن نرسم خيول وفرسان " عنوان مقالة للدكتور نورالدين خليفة النمر .. مرفقة بصورة الفنان بين لوحتين لخيول وفرسان .. تحمل عتب اظنه لاهل الجنوب وسبها التي امضى بها بقية حياته .. وانه لم يجد اثر لكتابات عنه .. نص المقال :


الصدفة في الأعدادية أسعفتني بتعلّم الرسم الليبي عن أستاذيه فنانيه علي العباني وعبدالسلام النطاح والصدفة نفسها قادتني إلى بيت زميل الصف الخامس إبتدائي زمان ناصر الهاشمي في زنفة حمامة كانت عائلته في زيارة فأدخلني بيته لأري لوحة الفرسان على الخيول للفنان الليبي علي بركة معلّقة على الحائط شئ أفتقده في بيتنا عمي الهاشمي غيث رجل عصامي بدأ حياته قهوجيا في مقهى الكوميرشو بطرابلس فجرته وطنيته الليبية إلى حزب المؤتمر ثم صار نقابياً قيادياً للعمال، ظلت لوحة الخيول عالقة في خيالي إلى أن ألتقيت صاحبها زنجي خمسيني فيه من طيبة فزان ويتقن فنون الألوان ، ويكن في ضميره الأنسان فوثق في شهر مايو 1973 العدوان في معرض إختصه بالطائرة الليبية المدنية المنكوبة وقد إسقطتها إسرائيل من شهرين في سيناء ، ففقدنا أعز وأكفاء الأبناء خسارة الأوطان . لقد بحث طويلاً عن لوحة له فلم أجد له أسم ولاعنوان ، وقلما من زملائه الرّسامين أورد إسمه على شفة ولسان . فقط أحمد المرابط الفنان ذكره مع الفنانين المغربي والعباني و أرميص والتونسي بأن قاموا بتأسيس دائرة الفنون الجميلة بوزارة الثقافة والتي كانت وريثاً لنادي الرسامين فأقامت معارض جماعية ومسابقات فنية ورصدت عدة جوائز في مجال الفنون التشكيلية والخط و الزخرفة ، واستضافت معرض السنتين العربي بمدينة طرابلس سنة 1960 . المُحاكي يعتقد أنه يرسم انطلاقا من الطبيعة ، بينما اللوحة في الرأس لا أمام العينين ، وليس بالمحاكاة أن نرسم وننقل الخارج إلى داخلنا بل العكس داخلنا هو ما نعكسه على الخارج نحو الأخر ، الطفل الذي كان أنا في بيت بزنقة حمامة ولوحة الرسام علي بركة خيول وفرسان تتكئ على الحائط أمامه لحظة شغف بفن طرابلس وآيامه . الصور للفنان المرحوم علي بركة ، لوحة للفنان جمال دعوب مهري وتارقي وإختفاء الملامح ، فرسان بألوان الصحراء ، ليست الصورة التي في ذاكرتي للوحة علي بركة يرحمه الله .

وكتب د. مصباح الغناي .. ابن سبها في حقه :

لقد كتب عنه الاستاذ المرحوم عبد الناصر ابراهيم الحداد في احد الصحف مقالا مطولا عن سيرته الذاتية ، تعرض فيه لاهم مناقب الفقيد الغالي ، والمرحوم عبد الناصر احد تلاميذ الفقيد المقربين منه ، واشتغلا معا في العمل التطوعي ، كذلك أقيمت له ندوة تأبينية حضر آنذاك لفيف من المحبين والزملاء والمريدين ، والذي اشرف على الندوة والمعرض المصاحب لها جمعية الأندلس الخيرية للتراث والفنون الاسلامية .

ساهم المرحوم في تأسيس نادي الرساميين في سبها ، وكان من بين تلاميذه عددا من الفنانين نذكر منهم : مفتاح جمعة عقيل ، خالد احمد بن سلمه ، هشام عبد الهادي ، عبد الله ابوعذبة ، عمر محمد ، محمد ميهوب ، والمرحوم حسان سالم حسن ، وغيرهم من الأساتذة المهتمين بالرسم وفنونه.

ومن بين اهم المقالات التي اهتمت بالفقيد ونوهت لإبداعاته الفنية وموقعه الثقافي تلك المقالة التي سهر عليها الاستاذ منصور ابو شناف والتي نشرت في مجلة المؤتمر .

لا تزال لوحاته موجودة حتى يوم الناس هذا موزعة بين ثلاث مواقع : في داره العامرة بحي المهدية سبها ، وعند جمعية الأندلس للتراث والفنون الاسلامية فرع سبها ، وفي مقار : القيادة الشعبية سابقا ، وسجن الحجز الصغير المقابل للمحكمة القديمة.

علي بركة المزوغي كان مثقفا كبيرا وله كتابات حول التاريخ الليبي والتاريخ العربي ، وكذلك له آراء فكرية لا تزال محفوظة عند أسرته وتلاميذه بمدينة سبها .

وكتب د . عبدالقادر الفيتوري في حقه :

ينبغي البحث لإنصافه ..واعتقد ان تلاميذه هم اليوم قامات .. في سبها شارع سمي اجمل شارع اطلعت على لوحات لهم على الجدران غاية في الروعة ولا تزال قائمة .. وبين الحين والاخر يطالعنا احدهم بلوحة مميزة تقف لتتأمل براعة الريشة .. ولن افوت الفرصة ففي احدى المعارض وقفت اما لوحة للفنان على بركة وصار يشرح لنا ابعادها .. لوحة تشكيلية .. شكرته قبل المغادرة لكني لمحت احد المنصتين يبتسم اثناء شرحه .. لاحقته بالسؤال : اراك تبتسم وكأنك ساخر ؟ اجاب ما علاقة ما قاله بخطوط وألوان تتمازج ولا تعرف ما هي وكأن علبة الالوان سكبت منه غفلة .. اظن انه سبق عصره .. رحمه الله .