من قرية " الفجيج " بوادي الاجآل .. وعضو الجمعية الوطنية السرية ، ومع بداية عام 1948 ، عقب نزول السلطات الفرنسية بثقلها في ترغيب وترهيب السكان ، تبلور اقتناع ان ثمن الحرية والانعتاق هو الدم ، ولابد من التضحية والخروج بعملنا الى العلنية .
في تلك الاثناء زار فزان الجنرال لوكلير الذي كان على راس القوات الفرنسية التي احتلت الاقليم . وجمعت السلطات اعيان المنطقة ، والقى فيهم خطابا خلاصته ، ان فرنسا دخلت فزان بالقوة ، ولن تخرج منها إلا بالقوة ، بعد هذا الاعلان عرف الاقليم توترا ملحوظا ، وأرسلت فرنسا امدادات اضافية لقوتها ، وجاءوا باللفيف الاجنبي الذي يتكون من جنود المستعمرات . وما عادت القوات الفرنسية قوات تحرير بقدر ما أصبحت قوات احتلال عسكري مباشر ؛ تدير البلاد بالأوامر العسكرية والتنفيذ الجبري ، وفرضت على الإقليم عُزلة كاملة ؛ واستقطعته عن بقية مناطق وأقاليم ليبيا ، وأخضعت الأهالي لإجراءات عسكرية صارمة في حالات الخروج من الإقليم أو الدخول إليه .
ومع تصاعد مطالب الساكنة بالاستقلال ، ونزقهم من سوء المعاملة ، قاد الشيخ الفجيجي عملية عسكرية وهاجم ورفاقه الحصن الاداري والعسكري للفرنسيين " قلعة قاهرة سبها " ، كتب الوزير محمد عثمان الصيد حول الحادثة : " في ماي 1948 كتب لي السيد عبدالقادر بن مسعود رسالة يقول فيها ان ضغوط الفرنسيين ضد السكان قد بلغت حدا لا يطاق ، ولم يبق لنا سوى الانتحار . واقترح تقسيم المناطق التي بها معسكرات فرنسية ، وتجنيد مجموعات انتحارية للهجوم على هذه المناطق ".. وفي وصف مصور الفريق الاعلامي للجيش الفرنسي Jean Soupene .. للحادثة قال " مع اطلالة انوار فجر يوم 18 يونيو 1949 وقع هجوم من قبل متمردين من اهل فزان على موقع الحامية العسكرية الفرنسية ( قلعة سبها ) .. اندفعوا من خلال الدرج المؤدي للقلعة واقتحموا المكان وقد احتجزوا 30 ( مدنيا ) .. كانوا في حراسة المكان .. قتل احد حراس البوابة بعيار ناري اثناء الهجوم .. ووصل المهاجمين الى المنصة العلوية للقلعة .. قتل ايضا مجند Gironnet بضربة سيف .. Maniscalco واخر لجأ الى الفرن واختبأ هناك .. Dupouy .. واخر قتل بعيار ناري .. يجب ان اهرب بالقفز من الجدران .. تمكن 2 من السجناء من الفرار .. Sembach مجند فتح النار على المهاجمين لكن بندقيته تكلست وتوقفت .. وقال يجب أن تقفز مع بوشار غابرييل والكابتن فان Heems (قائد الفيلق ) من نافذة تطل ناحية الشمال .
هبت نجدة لقوات تجمعت بالمرآب .. قتل قائد المهاجمين .. وكانت الحصيلة ثقيلة هذا اليوم .. وفاة شخصين على الجانب الفرنسي .. الرفيق جان Gironnet جرح ، قتل 22 سجينا واثنين من المهاجمين ) .. ولم يأتي على ذكر النهاية البشعة للمهاجمين وصب البنزين على اجسادهم وإشعال النيران بها وعددهم خمسون رجلا .