الهجرة وقصة الطفل سيمبا

الكاتب: د.عبد القادر الفيتوري بتاريخ: 28/01/2019


تم الترحيب بالطفل الإيفواري " سيمبا " الذي تم إنقاذه من على ظهر سفينة البحر المتوسط في شهر أغسطس الماضي ، في " تورينو " الايطالية ، " سيمبا " المولود في أحد معسكرات الاحتجاز على الضفة الاخرى للبحر الايوني ، يمكن له الان الاحتفال بعيد ميلاده الأول في " تورينو".

" سيمبا " ، الذي بكى وعانق والدته بشدة ، عندما كان البحر سيئًا ، وأمواج هائجة تتقاذف المركب المتهرئ ، وعندما عم الظلام في الخارج . اعتاد ايضا أن يتشبث بجلابيبها وبشدة في كل مرة طلب الليبيون احضارها للتحقيق بمركز الاحتجاز ، لهذا " سيمبا " يخاف من الظلام .

عندما لم يبكي ، لم يبتسم ، مثل شبل أسد الشاشة الكبير ، كان على " سيمبا " التغلب على مخاطر الحرمان من النوم ، وبالطبع كان يبكي من على تموجات البحر الأيوني ، لكن ليس مثل الأطفال الذين يبلغون أربعة أشهر من البكاء ، ليلتان وثلاثة أيام في نهاية أغسطس على زورق مطاطي مع مائة آخرين ، تسعة منهم تعذر انقاذهم ، ولم يعودوا للظهور مجددًا ، لتهدئته كانت أحضان الأم وقد حشرت وسط القارب ملاذا ، يمكنك ان تنعته بالقارب ، او بمرحاض من البراز والوقود والقيء.

نسي " سيمبا " ما حدث في ليبيا ، ومصاعب عبور القناة الصقلية ، لكنه لن ينسى من أخذه بين ذراعيه واختطفه من شفير الهاوية.

" سيمبا " ، الذي كان خائفًا أيضًا من عناق الرجل الأبيض ، توقفت أخيراً عن البكاء .

ولد " سيمبا " شهر " مايو " مركز احتجاز الهجرة الغير مشروعة بليبيا . وسوف تضطر والدته ، وهي فتاة من ساحل العاج لا يتجاوز عمرها 25 عامًا ، إلى إخباره عن قصة جديدة ذات يوم . يتيمة الاب والأم في ساحل العاج ، تولى جدها من الأب تربيتها . اليتيمة التي لم يكن لديها مهر في حفل الزفاف ، كان عمرها ان ذاك الحادية عشرة ، اختفى الزوج من القرية ، وظلت تعمل نادلة ، باختصار ، يمكن لأي شيء أن يعطيها لدغة مقابل لقمة من الطعام ، كيف وهي على بعد بضعة كيلومترات لكسب المزيد من رحلة نحو الشمال ، فكرت ، وأعادت النظر ، ثم وعزمت على المغامرة بالرحيل ، قطعت الفيافي ورمال فزان تحت سياط الشمس الحارقة . وبلغت ضفاف المتوسط بليبيا ، حيث الجحيم يستعر ، والحرب وقد اشتد اوارها .

عندما نشر المصور الصحفي الصورة ، تلقفتها وسائل الاعلام في جميع أنحاء العالم ، وبرز سؤال الى السطح : إلى أي مدى يمكن للسياسة أن تمضي ؟ .

فرانشيسكو بيلينا

ت . نداء فزان